أسطورة الرجل الشرقي

“غير أنّ الرجل الشرقيّ لا يرضى بدورٍ غير أدوار البطولة..”– سعاد الصباح وماجدة الرومي ومو نزار قباني.  من خلال ارتباطها بشعاراتٍ وصراعات أيديولوجية، تصبح بعض المصطلحات والمفاهيم فخاخًا نقع فيها ولا نجد طريقة للخلاص منها بسهولة. نتداولها باستمرار دون تمحيص دقيق في دلالاتها وارتباطاتها، وهي التي قد تكون مرتبطة بخطابات سلطوية بدرجات متعددة، ما ينتهي … إقرأ المزيد أسطورة الرجل الشرقي

هلع نظرية الجندر، وجوديث بتلر

فُتنت بتعاطي جوديث بتلر مع الجندر مذ سمعتها لأول مرة تتحدث عن تعرُّضِ فتى في مراهقته لتنمّرٍ من فتية قريته الصغيرة لحيازته على مشيةٍ غريبة. اعتبرها الفتية هؤلاء مشيةً أنثوية، وذلك ما وصّفتها بتلر أيضًا، ولذا تعرّض لتنمّرٍ مستمر قبل أن يدخل في شجار مع بعض الفتية قبل أن يرموه من على جسرٍ لينتهي قتيلاً. … إقرأ المزيد هلع نظرية الجندر، وجوديث بتلر

سيرة سردية لجسد غريب

(1) يسهل عند الوقوف أمام المرايا ومحاولة فهم الذات من خلال الانعكاسات المحدودة التي يُمكن لنا أن نستخلصها عن أنفسنا أن ننسى أن ننظر في المرآة فعلاً لنرى انعكاسها الجسدي والفعلي، خصوصًا إذا ما ادعينا أننا بشر لا بد أن نستخلص قيمتنا مما وراء الجسد. بل ويصعب ذلك أكثر حينما يكون الواقف أمام انعكاس الذات … إقرأ المزيد سيرة سردية لجسد غريب

يوم راقص في شوارع سياتل

احتجتُ لقهوةٍ في صباحٍ باكرٍ ونادرٍ من صباحات سياتل. شربتُها، وخرجت من المقهى الذي يقع في الداون تاون لأتصفّحَ المدينة التي أحب للغاية. أتصفّح المدنَ كالكتب. ألفظ فيها خطواتي كما لو كنت ألفظ الكلمة التي أقرؤها في قصيدة بحاجة إلى التأنّي. أطوف شوارعها كما لو كنت أترشّقُ فوق جمل متناسقة. مررتُ من جانب المسرح الضخم … إقرأ المزيد يوم راقص في شوارع سياتل

ملاحظات في نبذ التجاوز

يُدهشني، عندما نتحدث عن التجاوز، أنه يصعب على أولئك المنادين بضرورة تجاوز الماضي وعدم التعلق به، يُدهشني أن هؤلاء بنفسهم يترددون بشدة من النطق بضرورة تجاوز الموت. لن يتجرأ أحدٌ على حث يتيمٍ على تجاوز موت أبويه بسهولة مثلاً، بل وسيكون تعلّقه بهما طوال عمره مبررًا. غير أننا يُمكن لنا بسهولة أن نتحدث عن ضرورة … إقرأ المزيد ملاحظات في نبذ التجاوز

امتداد العباب اللانهائي – قراءة في “ترابها زعفران” لإدوار الخراط

امتداد العباب اللانهائي لا تشبه رواية إدوار الخراط “ترابها زعفران” الرواية العربية التقليدية أبدًا. بل ربما لا تشبه أيضًا معظم الأشكال الحديثة للرواية الغربية. فمن حيث الشكل والأسلوب، يمكن القول أن الرواية “إدوار خراطية”، إن صحت التسمية. تنتمي “ترابها زعفران” إلى الذات، ذات إدوار، كما تنتمي إلى المجتمع والوطن، مجتمع ووطن إدوار، لا من حيث … إقرأ المزيد امتداد العباب اللانهائي – قراءة في “ترابها زعفران” لإدوار الخراط

الترجمة والقارئ الحديث: “وقت المياه، وقت الأشجار” أنموذجًا

الترجمة والقارئ الحديث: “وقت المياه، وقت الأشجار” أنموذجًا مقدمة      في رحلة غير مخطط لها لإحدى المدن القريبة هنا في الشمال الغربي من الولايات المتحدة، وقعت يدي بإحدى المكتبات على الأعمال الكاملة للشاعرة الأمريكية آن سكستون. لم أسمع باسمها من قبل، ولم يبد لي وقتها أنني سمعت اسمها في أي مكان آخر. غير أن ديوانًا … إقرأ المزيد الترجمة والقارئ الحديث: “وقت المياه، وقت الأشجار” أنموذجًا

سيرة اسميّة: تأملات ذاتية وهوياتية في اسم “علي”

سيرة اسميّة: تأملات ذاتية وهوياتية في اسم “علي” مثل أي علي في سيهات والقطيف، كان اسمي ضائعا بين العليّين. لم يكن يخلو صف في المدرسة من أقل من خمسة عليِّين، ولهذا تكون العائلة هي الملجأ في هذه الحالة. يناديني الجميع هناك بـ “مطرود”. وين راح مطرود وتعال يا مطرود. يعرفني الجميع بـ “مطرود”، ويبقى “علي” … إقرأ المزيد سيرة اسميّة: تأملات ذاتية وهوياتية في اسم “علي”

حياد الحب في «أنشودة المقهى الحزين»

اتخذتُ موقفًا منذ مدةٍ ليست بالقصيرة تجاه نوع محدد من الروايات، أصفها بالروايات التكنيكية. أي: الرواية التي تقوم على مبادئ وأساسيات وطرق فنّية محاكة مسبقًا في تكوين الشخصيات وفي وصف المكان وفي التنقل في الزمان وفي صياغة الحبكة وغيرها، من أجل تقديم رواية جيدة، تحكمها مقاييس فنية محكمة ومضبوطة، تصنع من الرواية منتجًا وسلعةً كي … إقرأ المزيد حياد الحب في «أنشودة المقهى الحزين»

في نهاية ٢٠١٧.. العلاقة بين الذات والهاتف

من الصعب جدًا، حينما يتم الحديث عن الوعي بالذات، أو ما يسميه ألبرتو موراڤيا مثلاً، “الانتباه”، من الصعب حينما يتم الحديث عن ذلك أن نتجاهل حقيقة أنّنا جميعًا غير واعين وغير منتبهين لذواتنا ولما حولنا، في معظم الأحيان. سيرورة الحياة هذه، والتي قد تكون في معظمها مجرّد تمضية للوقت، مهما خلقنا فيها أسبابًا وغايات نمضي … إقرأ المزيد في نهاية ٢٠١٧.. العلاقة بين الذات والهاتف