القمع الناعم للبيروقراطية في “أنا، دانييل بليك” (*)

مقدمة يُمكن لأي مشاهد لفيلم “أنا، دانييل بليك” أن يشعر ويحس بكل ما يحتويه الفيلم من مشاعر كثيفة لمعاناة رجلٍ بسيط في ظل نظام غير منصف -على الأقل- في قصته الشخصية. غير أن الفيلم الفائز بجائزة البالم أدور، أو السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 2016، يحتوي على كثير من المفاهيم والأفكار الداخلية التي تفسّر … إقرأ المزيد القمع الناعم للبيروقراطية في “أنا، دانييل بليك” (*)

عنصرية مؤسساتية وأزمة هوية (*)

يلخص تا نهيسي في كتابه “بيني وبين العالم” “Between the World and Me” الصادر في العام 2015 تجربته الشخصية مع العنصرية في أميركا باعتبارها تتمحور في معظم أجزائها حول الخوف. الخوف عند الكاتب هو ما يشكّل العنصرية في شكلها الأعمق، والذي يتغلغل في الوعي المستمر للإنسان الأسود في كل لحظة من لحظات حياته في الولايات … إقرأ المزيد عنصرية مؤسساتية وأزمة هوية (*)

هل يجب علينا أن نكون مصيبين سياسيًا؟ (*)

كنت أجد صعوبة ذهنية في تقليب مصطلح الصوابية السياسية (Political Correctness) ومفهومه وكل الدلالات المرتبطة به قبل كتابة هذه المقالة، وذلك باعتبار هذا المصطلح صنيعة محيطه وسياقاته الغربية. كان ذلك قبل أن أتذكر النقاشات الكثيرة التي خضتها في محاولة انتقاد لفظة واستخدام «عبد» و«عبيد» في توصيف أصحاب البشرة الداكنة، أو لفظة «حرمة» و«حريم» في توصيف المرأة والنساء، وهي التي تؤكد على … إقرأ المزيد هل يجب علينا أن نكون مصيبين سياسيًا؟ (*)

العقل المتدين والحب في الباب الضيق (*)

يُظهر كثيرٌ من الأعمال الأدبية صورةً وشكلاً مغايِرًا لجوهرِ العمل وما بين سطوره. وتبدو «الباب الضيِّق» لأندريه جيد، الصادرة بترجمة نزيه الحكيم من دار المدى عام 2014،مثالاً جيدًا على هذه المفارقة التي تحدث كثيرًا في الروايات. لا يُمكن لقارئ العمل أن ينفكّ عن فهمِ الرواية باعتبارها عملاً يُسلِّط الضوء على قصة حبٍّ مأساويّةٍ بين عشيقين … إقرأ المزيد العقل المتدين والحب في الباب الضيق (*)

الأبوية المستحدثة: النظام الأبوي والحداثة في السياق العربي (*)

دائمًا ما يتم الحديث المستمر عن مصطلح “الأبوية” باعتبارها البنية الاجتماعية التي تشكل المجتمع العربي. في الواقع، لا يخلو النقد الغربي لبنية المجتمعات الغربية “الحديثة” من وصفها بمجتمعات أبوية أيضًا، كما أنّ التوصيف ينطلي على بقية المجتمعات في العالم. وذلك ما يضطرنا بشكل طبيعي أن نحاول أن نفهم خصائص المجتمع العربي باعتباره مجتمعًا أبويًا، وأن … إقرأ المزيد الأبوية المستحدثة: النظام الأبوي والحداثة في السياق العربي (*)

امتداد العباب اللانهائي – قراءة في “ترابها زعفران” لإدوار الخراط

امتداد العباب اللانهائي لا تشبه رواية إدوار الخراط “ترابها زعفران” الرواية العربية التقليدية أبدًا. بل ربما لا تشبه أيضًا معظم الأشكال الحديثة للرواية الغربية. فمن حيث الشكل والأسلوب، يمكن القول أن الرواية “إدوار خراطية”، إن صحت التسمية. تنتمي “ترابها زعفران” إلى الذات، ذات إدوار، كما تنتمي إلى المجتمع والوطن، مجتمع ووطن إدوار، لا من حيث … إقرأ المزيد امتداد العباب اللانهائي – قراءة في “ترابها زعفران” لإدوار الخراط

الترجمة والقارئ الحديث: “وقت المياه، وقت الأشجار” أنموذجًا

الترجمة والقارئ الحديث: “وقت المياه، وقت الأشجار” أنموذجًا مقدمة      في رحلة غير مخطط لها لإحدى المدن القريبة هنا في الشمال الغربي من الولايات المتحدة، وقعت يدي بإحدى المكتبات على الأعمال الكاملة للشاعرة الأمريكية آن سكستون. لم أسمع باسمها من قبل، ولم يبد لي وقتها أنني سمعت اسمها في أي مكان آخر. غير أن ديوانًا … إقرأ المزيد الترجمة والقارئ الحديث: “وقت المياه، وقت الأشجار” أنموذجًا

سيرة اسميّة: تأملات ذاتية وهوياتية في اسم “علي”

سيرة اسميّة: تأملات ذاتية وهوياتية في اسم “علي” مثل أي علي في سيهات والقطيف، كان اسمي ضائعا بين العليّين. لم يكن يخلو صف في المدرسة من أقل من خمسة عليِّين، ولهذا تكون العائلة هي الملجأ في هذه الحالة. يناديني الجميع هناك بـ “مطرود”. وين راح مطرود وتعال يا مطرود. يعرفني الجميع بـ “مطرود”، ويبقى “علي” … إقرأ المزيد سيرة اسميّة: تأملات ذاتية وهوياتية في اسم “علي”

حياد الحب في «أنشودة المقهى الحزين»

اتخذتُ موقفًا منذ مدةٍ ليست بالقصيرة تجاه نوع محدد من الروايات، أصفها بالروايات التكنيكية. أي: الرواية التي تقوم على مبادئ وأساسيات وطرق فنّية محاكة مسبقًا في تكوين الشخصيات وفي وصف المكان وفي التنقل في الزمان وفي صياغة الحبكة وغيرها، من أجل تقديم رواية جيدة، تحكمها مقاييس فنية محكمة ومضبوطة، تصنع من الرواية منتجًا وسلعةً كي … إقرأ المزيد حياد الحب في «أنشودة المقهى الحزين»

فضيلة أن لا تعقل كلّ شيء

كان في غرفةٍ يتجول، مليئًا بالفضول.. يقف في تلك الغرفة وقفته الأولى والتي لم يكن من الممكن أن يستمتع فيها. المتعة هنا بالنسبة إليه تشبه العبث. هو يهرب دائمًا من العبثية بأي طريقة ممكنة. كانت وما زالت الميكانيكا عنوانه الأول في فهم اللوحة التي يقف أمامها الآن. لا يبحث عن دراميتها ودهشتها، لا يبحث عن … إقرأ المزيد فضيلة أن لا تعقل كلّ شيء